قول الإمام إسحاق بن راهويه في معنى الإيمان
النقل الثالث: نقلٌ عن إمام آخر عظيم، هو الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله، وهو قرين وزميل الإمام أحمد ، ومن كبار أئمة الحديث والسنة، وقوله عظيم ويعتد به، وهو يسند إلى العلماء، فقد قال فيما رواه عنه موسى بن هارون الحمال بإسناد ذكره أبو عمر الطلمنكي ، ونقله شيخ الإسلام في الإيمان : (الإيمان قولٌ وعمل، يزيد وينقص، لاشك أن ذلك كما وصفنا، وإنما عقلنا هذا بالروايات الصحيحة والآثار العامة المحكمة وآحاد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين وهلم جراً على ذلك).فهو ينقل أن هذا هو مقتضى الكتاب والسنة وإجماع السلف، فيقول: إن كون الإيمان قولاً وعملاً هو ما جاء في القرآن، عقلناه من كتاب الله والروايات الصحيحة والآثار العامة المحكمة وآحاد الصحابة، ثبت لدينا هذا عنهم واحداً واحداً أن هذه عقيدتهم وهذا دينهم. قال: (وكذلك بعد التابعين من أهل العلم على شيءٍ واحد لا يختلفون فيه)، فكله شيء واحد ما اختلف فيه الصحابة ولا من جاء بعدهم من التابعين، ولا من جاء من أتباع التابعين إلى أن أدركهم هو والإمام أحمد رضي الله تعالى عنهما.قال: (وكذلك في عهد الأوزاعي بـالشام). فبعد أن عمم رجع يخصص علماء أهل السنة الذين هم أئمة الأمصار وأئمة الأقاليم فقال: وكذلك في عهد الأوزاعي بـالشام وسفيان الثوري بـالعراق ، ومالك بن أنس بـالحجاز ومعمر بـاليمن على ما فسرنا وبينا أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص. يقول: هذا مذهب الأئمة الكبار المتبعين في أقاليم الإسلام، فالإجماع منقول عن الجميع، وخص بالذكر منهم الأئمة المتبوعين في هذه الأقاليم المهمة التي أخذ العلم وحفظه منها. قال: (واتبعهم على ما وصفنا من بعدهم من عصرنا هذا أهل العلم)، يعني نظراءه، كالإمام أحمد ، وعلي بن المديني ، وأبي زرعة الرازي ، وأبي حاتم ، ويزيد بن هارون ، وقتيبة بن سعيد ، وغيرهم من الذين كانوا أئمة الدين في عصره وعاصرهم ورآهم، فهم أيضاً على هذا.